الجمعة، 3 أبريل 2015

الذاكرة -4-

الذاكرة -4-

‏1 أبريل، 2014‏، الساعة ‏11:03 صباحاً‏
كانت التهم الموجهة لي التعامل مع اسرائيل كيف لا أعرف وانهم وجدوا بودرة بالسيارة وارسلوها للتحليل علما اني لم ارى المخدرات الا في الافلام ولم المحها بالواقع وايضا انني اتعامل مع اعضاء السفارة الامريكية وانا لا اعرف احدا منهم والذين بالفعل تعاملت معهم هم سفارة جنوب افريقية كنت اشرح لهم باللغة الانكليزية الوضع الحقيقي للثورة واعرض عليهم فيديوهات الشهداء والمظاهرات وحدثتهم عن حمزة الخطيب واخبروني انهم غيروا موقفهم بعد ان عرفوا الحقيقة من الواقع وليس ما يخبرهم بها الدبلوماسيين وطبعا الهروب من الحاجز كان له وقع وصدى عندهم 
تذكرت شيئا انني كنت اصرخ بكلمة يا غبي للمحقق بعد كل ضربة ولكن الصراحة لم اقصدها وكيف كانت تخرج مني لا اعرف مما اثار حفيظته اكثر وكان يقول انتي الغبية هل هناك من يقول للمحقق يا غبي 
زميلات الاعتقال من مختلف الاعمار من عمر 12 سنة الى 85 سنة 
من مختلف المحافظات والمستويات الثقافية فهناك المتعلمة والجاهلة الام والابنة المسلمة والمسيحية والكثير من طالبات الجامعة وكان يحز في نفسي الخوف من الاهل فكل واحدة كانت خائفة من اهلها عندما تخرج وخائفة من المجتمع وخائفة هل ستجد من يتقدم لخطبتها يوما بعد اعتقالها وكنت اتولى الرعاية حيث انني اقدم وجريئة بطبعي وكل من خرج قبلي او بعدي يقرأ كلماتي الآن لانهم اغلبهم رجالا ونساء بحثوا عني واستطاعوا التواصل معي ولم ينسوا مساندتي لهم مع اننا كلنا كنا في جحيم المجرمين ما زلت اذكر محمود وصوته بالحمام عندما ينادي آآآآخ يا يامو عندما يشعر بوجودي هناك كان صوته كالسكين يقطع قلبي ولم يكن بيدي مساعدته فقد كان مشبوحا هناك هو وكثيرون كنا نراهم كلما دخلنا الحمام صباحا ومساء مقيدين الى سقف الحمام باللباس الدخلي فقط وعلامات الضرب تشوه اجسادهم والدماء تسيل وكانوا يتركونهم معلقين ايام بدون طعام او ماء ثم ياخذوهم للضرب ثانية وثالثة وهكذا 
محمود كان شاب في العشرين ابيض اللون طويل القامة تملأ جسده النحيل البثور والالتهابات من القمل والقذارة في المعتقل وكان يضرب ويشبح يوميا ثم ياتون به فاقد الوعي تقريبا للزنزانة المجاورة لزنزانتي ليفسح له الرجال مكان ليتركوا له مكانا للنوم بعد ان يحاولوا انعاشه ولا يستطيعون لمس جسده المنهك من الضرب سمعته يبكي ويقول اكثر ما اثر به انهم عندما اخذوه من بيتهم امام امه ضربوه وفقد وعيه امام امه وكان قلبه يعتصر على مشاعرها 
رقية هذه الفتاة تشغل بالي للآن فكل من عرفت هناك تم الافراج عنهن او تم تحويلهن للمحكمة اما رقية تلك الفتاة من دير الزور عمرها حوالي 22 سنة الصراحة نسيت اسم عائلتها ولكن ابوها اسمه الماظ وامها عراقية يسكنون الدير وهي اتت الى دمشق وتم اعتقالها في دمشق لا احد من اهلها يعرف انها معتقلة وكانت أمية لم تدخل المدارس ولا تعرف القراءة والكتابة عائلتها فقيرة ومفككة حسب ما فهمت منها 
طلبت من مدير السجن اوراق وقلم لاعلمها فرفض واستهان بالفكرة واستعضت عنها بباب الزنزانة الاسود وصابون السجن وعلمتها الحروف واملاء للكلمات حتى اصبح بمقدوها ان تهجي الكلمات وكم استمتعت هي بكتابة اسماء اخوتها على الحائط لهذه اللحظة لم تخرج رقية لانني اعرف انها ستحاول التواصل معي عند خروجها فقد سمعتها مرة تقول لزميلات الزنزانة وكنت انا نائمة ولكن استيقظت على كلماتها وهي تقول الخالة هناده أحبها أكثر من امي لانها أحن عليي من أمي ولها أفضال عليي ارجو ان تكوني على قيد الحياة يا رقية يا صاحبة الابتسامة الجميلة

كانت التهم الموجهة لي التعامل مع اسرائيل كيف لا أعرف وانهم وجدوا بودرة بالسيارة وارسلوها للتحليل علما اني لم ارى المخدرات الا في الافلام ولم المحها بالواقع وايضا انني اتعامل مع اعضاء السفارة الامريكية وانا لا اعرف احدا منهم والذين بالفعل تعاملت معهم هم سفارة جنوب افريقية كنت اشرح لهم باللغة الانكليزية الوضع الحقيقي للثورة واعرض عليهم فيديوهات الشهداء والمظاهرات وحدثتهم عن حمزة الخطيب واخبروني انهم غيروا موقفهم بعد ان عرفوا الحقيقة من الواقع وليس ما يخبرهم بها الدبلوماسيين وطبعا الهروب من الحاجز كان له وقع وصدى عندهم تذكرت شيئا انني كنت اصرخ بكلمة يا غبي للمحقق بعد كل ضربة ولكن الصراحة لم اقصدها وكيف كانت تخرج مني لا اعرف مما اثار حفيظته اكثر وكان يقول انتي الغبية هل هناك من يقول للمحقق يا غبي زميلات الاعتقال من مختلف الاعمار من عمر 12 سنة الى 85 سنة من مختلف المحافظات والمستويات الثقافية فهناك المتعلمة والجاهلة الام والابنة المسلمة والمسيحية والكثير من طالبات الجامعة وكان يحز في نفسي الخوف من الاهل فكل واحدة كانت خائفة من اهلها عندما تخرج وخائفة من المجتمع وخائفة هل ستجد من يتقدم لخطبتها يوما بعد اعتقالها وكنت اتولى الرعاية حيث انني اقدم وجريئة بطبعي وكل من خرج قبلي او بعدي يقرأ كلماتي الآن لانهم اغلبهم رجالا ونساء بحثوا عني واستطاعوا التواصل معي ولم ينسوا مساندتي لهم مع اننا كلنا كنا في جحيم المجرمين ما زلت اذكر محمود وصوته بالحمام عندما ينادي آآآآخ يا يامو عندما يشعر بوجودي هناك كان صوته كالسكين يقطع قلبي ولم يكن بيدي مساعدته فقد كان مشبوحا هناك هو وكثيرون كنا نراهم كلما دخلنا الحمام صباحا ومساء مقيدين الى سقف الحمام باللباس الدخلي فقط وعلامات الضرب تشوه اجسادهم والدماء تسيل وكانوا يتركونهم معلقين ايام بدون طعام او ماء ثم ياخذوهم للضرب ثانية وثالثة وهكذا محمود كان شاب في العشرين ابيض اللون طويل القامة تملأ جسده النحيل البثور والالتهابات من القمل والقذارة في المعتقل وكان يضرب ويشبح يوميا ثم ياتون به فاقد الوعي تقريبا للزنزانة المجاورة لزنزانتي ليفسح له الرجال مكان ليتركوا له مكانا للنوم بعد ان يحاولوا انعاشه ولا يستطيعون لمس جسده المنهك من الضرب سمعته يبكي ويقول اكثر ما اثر به انهم عندما اخذوه من بيتهم امام امه ضربوه وفقد وعيه امام امه وكان قلبه يعتصر على مشاعرها رقية هذه الفتاة تشغل بالي للآن فكل من عرفت هناك تم الافراج عنهن او تم تحويلهن للمحكمة اما رقية تلك الفتاة من دير الزور عمرها حوالي 22 سنة الصراحة نسيت اسم عائلتها ولكن ابوها اسمه الماظ وامها عراقية يسكنون الدير وهي اتت الى دمشق وتم اعتقالها في دمشق لا احد من اهلها يعرف انها معتقلة وكانت أمية لم تدخل المدارس ولا تعرف القراءة والكتابة عائلتها فقيرة ومفككة حسب ما فهمت منها طلبت من مدير السجن اوراق وقلم لاعلمها فرفض واستهان بالفكرة واستعضت عنها بباب الزنزانة الاسود وصابون السجن وعلمتها الحروف واملاء للكلمات حتى اصبح بمقدوها ان تهجي الكلمات وكم استمتعت هي بكتابة اسماء اخوتها على الحائط لهذه اللحظة لم تخرج رقية لانني اعرف انها ستحاول التواصل معي عند خروجها فقد سمعتها مرة تقول لزميلات الزنزانة وكنت انا نائمة ولكن استيقظت على كلماتها وهي تقول الخالة هناده أحبها أكثر من امي لانها أحن عليي من أمي ولها أفضال عليي ارجو ان تكوني على قيد الحياة يا رقية يا صاحبة الابتسامة الجميلة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق