السبت، 18 أبريل 2015
الجمعة، 3 أبريل 2015
الذاكرة -7-
دورها دور دور
كلما اشعلت سيجارة أذكر هذه الجملة عندما سمعتها من الزنزانة الملاصقة للزنزانة التي قضيت فيها سبع شهور في قبو المخابرات الجوية بحرستا عندما استطعت الحصول على كنز من شباب السخرة وهؤلاء كانت اعمارهم تتراوح بين 18 سنة وعشرون وتواجدهم عقوبة على خطأ ما ارتكبوه أثناء تأديتهم لخدمة العلم وبدل أن يتم وضعهم في الزنزانة يستفاد منهم بتنظيف الحمامات وخدمة المحققين وأخذ السجناء للتواليت مرة في الصباح ومرة في المساء
كانوا طيبين لم تتلوث قلوبهم بالحقد وكانوا من معظم المحافظات السورية وكان أحدهم ينادى باسم اذكره تماما ولكن لن اذكره حفاظا عليه كان يجلب لي بعض الأشياء التي يستطيع تزويدي بها من صابون أو بيض مسلوق أو سيجارة
المهم عندما كنت سعيدة بالسيجارة وأشعلتها مع السحبة الثانية سمعت الشباب يغنون دورها دور دور من الزنزانة الثانية ولم استطع ان أكون أنانية وأدخنها وحدي
دخنت نصفها وكانت سيجارة حمرا رائعة وقلت انها لكم وتسلق احدهم مع وجود رصاصة في خاصرته على أكتاف زميله وكانو قد صنعوا حبلا طويلا من كيس الخبز النايلون بطريقه الشد والمط حتى استطاعوا ادخاله لعندي من الشبك وربطت السيجارة وسحبوها وكانت المحاولة الأولى فاشلة فالسيجارة علقت بالعرض بالشبك وفي المحاولة الثانية نجحوا بالاستيلاء على نصف السيجارة
من يقرأ الآن ربما لن يشعر بشعورنا في تلك اللحظة ونحن ننجز انجازا رائعا وزنزانتين تشاركوا في سيجارة
كلما اشعلت سيجارة أذكر هذه الجملة عندما سمعتها من الزنزانة الملاصقة للزنزانة التي قضيت فيها سبع شهور في قبو المخابرات الجوية بحرستا عندما استطعت الحصول على كنز من شباب السخرة وهؤلاء كانت اعمارهم تتراوح بين 18 سنة وعشرون وتواجدهم عقوبة على خطأ ما ارتكبوه أثناء تأديتهم لخدمة العلم وبدل أن يتم وضعهم في الزنزانة يستفاد منهم بتنظيف الحمامات وخدمة المحققين وأخذ السجناء للتواليت مرة في الصباح ومرة في المساء
كانوا طيبين لم تتلوث قلوبهم بالحقد وكانوا من معظم المحافظات السورية وكان أحدهم ينادى باسم اذكره تماما ولكن لن اذكره حفاظا عليه كان يجلب لي بعض الأشياء التي يستطيع تزويدي بها من صابون أو بيض مسلوق أو سيجارة
المهم عندما كنت سعيدة بالسيجارة وأشعلتها مع السحبة الثانية سمعت الشباب يغنون دورها دور دور من الزنزانة الثانية ولم استطع ان أكون أنانية وأدخنها وحدي
دخنت نصفها وكانت سيجارة حمرا رائعة وقلت انها لكم وتسلق احدهم مع وجود رصاصة في خاصرته على أكتاف زميله وكانو قد صنعوا حبلا طويلا من كيس الخبز النايلون بطريقه الشد والمط حتى استطاعوا ادخاله لعندي من الشبك وربطت السيجارة وسحبوها وكانت المحاولة الأولى فاشلة فالسيجارة علقت بالعرض بالشبك وفي المحاولة الثانية نجحوا بالاستيلاء على نصف السيجارة
من يقرأ الآن ربما لن يشعر بشعورنا في تلك اللحظة ونحن ننجز انجازا رائعا وزنزانتين تشاركوا في سيجارة
الذاكرة -6-
تعودنا عندما نرى رجل او امرأة بحالة الجنون وفقدان العقل ان تخرج منا لا شعوريا مسكين او مسكينة الا عندما تكون في الأفرع الأمنية كنا نحسده ونقول هنيئا له فهو لم يعد يدري ماذا يدور حوله والتعبير المتعارف عليه ان يقال ( فصل ) اي قد فقد عقله وكنت قد رأيت وسمعت الكثيرين منهم خلال تواجدي بالفرع كنت اسمعهم يثرثرون دون تركيز ودون ادراك للمكان والزمان
في أحد الايام قيدوا معتقل فصل من شدة المعاملة الانسانية الى باب القفص هههههههه تخيلوا عندما نقول قفص وكأننا حيوانات قد وضعت في اقفاصهم كنت في القفص رقم واحد والقفص عبارة عن باب بقضبان حديدية يفتح على ممر ضيق يحوي اربع زنزانات اثنتان على اليمين واثنتان على اليسار والابواب غير متقابلة ثم باب الزنزانة الحديد الأسود وبه الشراقة اي نافذة صغيرة بقضبان يفتحها السجان من الخارج ويففلها وكانت زنزانتي هي رقم 4
نعود للمعتقل الذي قيدوه على باب القفص الخارجي وكان قد فصل ويتحدث دون توقف وتظنه انه يحدث احدا بجانبه ولكن لا يوجد سواه لم يصمت لمدة يومين ليلا نهارا دون نوم واقف ومقيد على الباب والدماء تخرج من اصابع يديه وقدميه فقد نزعوا الأظافر وكانوا يستمتعون كلما مروا من جانبه ان يدوسوا على اقدامه ليتوقف عن الحديث ويصرخ الما
كنت احاول التقاط ما يقول ولكن لكثرة الكلام وعدم التركيز صرفت انتباهي عن كلماته حتى وصلت أذني جملة لا زلت أذكرها جيدا قال أم عمر خبرتي العرب شو عم يصير ) نظرت حولي هل ما سمعته صحيح هل فعلا وجه الحديث لي كون الجميع كان يناديني باسم أم عمر وسألت زميلاتي في الزنزانة هل سمعتم كما سمعت وأكدن لي انه فعلا هكذا قال وللآن لا أجد تفسير هل فعلا قد جن ام انه وجد في الجنون سبيلا للخلاص من متابعة التعذيب
وكان حدث يومي ان أرى شهداء تحت التعذيب يسحبونهم اثنان من السخرة خلال الممر خارج القفص كل واحد يمسك باحدى يديه ويسحبونه على الارض والله أعلم هل سلموا لذويهم ام فقط رموهم خارجا والسخرة هم شباب يقضون مدة خدمة العلم وعليهم عقوبة ما واعمارهم اغلبهم بين 18 سنة و20 وبدل ان يتم وضعهم في زنزانة لقضاء العقوبة يتم الاستفادة منهم في خدمة المحققين والمساعدين وتوزيع الطعام على المعتقلين وتنظيف الحمامات وهؤلاء كانوا أفضل الموجودين للتعامل معهم
الذاكرة -2-
الذاكرة -2-
وصلنا للفرع واصعدنا الدرج للطابق الثالث واجلسوني لا ارى ما حولي وادخلوا الضابط وكنت اسمع صراخة وصوت الضرب ويمتزج بضحكات من حولي ويقولون لي بعد قليل دورك انتي ثم ادخلوا الشاب الثاني وضرب وصراخ واستنجاد وايضا شماتة من حولي وهم يقولون دورك آت ويقربون من اذني عصاة الكهربا ويقولون هل تعرفين ما هذا الصوت وكنت احاول التماسك واقول لنفسي هي حرب نفسية اكثر مم قد يحدث ولكن ذكائي خانني لم تكن حرب نفسية فعندما اتى دوري ادخلوني مطمشة العينين مقيدة اليدين للخلف وهناك من خلع حذائي وكنت انتعل جزمة طويلة وقد اخفيت فيها موبايلي اثناء هروبي وخلع الجرابات ووضعوني في دولاب وقضيب من الحديد تحت الركبتين على الدولاب ثم وجهي للارض وقدمي جاهزة للضرب وبدأ الضرب والتحقيق وكان المحقق يجلس على اريكة في مكتبه الواسع والكثير من كلابه العساكر في الغرفة استطعت لمح بعض من ذلك عندما تتحرك التطميشة على وجهي اثناء صراخي وانا أضرب العميد محمد رحمون من خان شيخون بادلب هو المجرم الذي كان يتمتع برؤية امراة سورية في الخمسين من العمر تضرب بناء على اوامره استطاع معرفه ربع الحقيقة فقد كان جوابي مختصر حتى لا اتورط أكثر وكان يهدد عندما اتردد بالجواب حسنا اخلعوا بنطالها وكنت اصرخ واجيب على السؤال بعد مرور عامين على تلك الليلة ما زلت اذكر كيف كانت الضربة التي اتتني بعد ان قال حسنا فكوها وكنت قد تنفست الصعداء كما يقولون وارتخى جسمي واذ بضربة قوية اقوى من كل الضربات السابقة تأتيني وبقيت بعد ذلك حولي عشر ايام لا استطيع الدوس على اقدامي ومدة اربع شهور خدر دائم في اقدامي المهم اوقفوني بعد ان فكوا الدولاب وبدأوا بالضحك وهم يقولون يلا دبكة راوحي مكانك وكما علمت بعد ذلك حتى يسري الدم ثانية في الاقدام وانزلوني الدرج ثانية ثم ساحة ثم درج اخر لتحت الارض لزنزانتي التي ما زلت اذكر كل تفاصيل الحائط والباب الاسود والأرض القذرة بقيت وحدي بتلك المنفردة ليلتها واليوم الثاني وكنت اظن انها ايام حيث لا شمس ولا ضوء فقط انعكاس ضوء نيون في الممر الخارجي ولا نعرف الليل من النهار ولمدة يومين لم يفتح باب الزنزانة احد ولا ماء او طعام واصوات رجال معتقلين في الزنزانة المجاورة واصوات شتائم العساكر واغلبهم برتبة مساعد واصوات بكاء وتوسل وضرب لا يتوقف
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)